البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : إذا امن الإنسان بالله فليكن


اللزومية الحادية والسبعون بعد الخمسمائة وهي من لزومياته العامرة بقضاياه وأولها الدعوة إلى إيمان لا يشوبه كفر، وعقل لا تخترقه خرافة. إِذا آمَنَ الإِنْسَانُ بِاللَهِ فَلْيَكُنْ=لَبيباً وَلا يَخْلِطْ بِإيمَانِهِ كُفْرَا# يَقُولُونَ مَسْكُ الجَفْرِ أُودِعَ حِكْمَةً=إِذا كُتِبَتْ أَطْرَاسُهَا مَلَأَتْ جَفْرَا# وقد غلب الجناس على معظم أبياتها كقوله وَغافِرَةٍ في نِيقَةٍ رَضِعَتْ غِنىً=كَمُغْفِرَةٍ في النَّيقِ مُرْضِعَةٍ غُفْرا# وفيها قوله على مذهبه في التحذير من النسل: كَأَنَّ وَليداً مَاتَ قَبْلَ سُقُوطِهِ=عَلى الأَرْضِ ناجٍ مِنْ حِبالَتِهِ طَفْرَا# وقوله فيما حبب إليه من العزلة: تَمَنَّيْتُ أَنِّي بَيْنَ رَوْضٍ وَمَنْهَلٍ=مَعَ الوَحْشِ لا مِصْراً أَحُلُّ وَلا كَفْرَا# وقوله وله نظائر كثيرة في اللزوميات: وَلَو لَمْ يُقَدِّرْ خالِقُ اللَّيْثِ فَرْسَهُ=لِمَطْعَمِهِ لَم يُعْطِهِ النَّابَ وَالظُّفْرا# ومن بدائعه الفنية فيها قوله يشبه السيف بالعين: وَإِنْ حَبَّبَ اللَهُ الحُسَامَ إِلى اِمْرِئٍ=حَبَاهُ بِهِ في كُلِّ مَفْزَعَةٍ خَفْرَا# وَصَيَّرَ جَفْناً جَفْنَهُ وَغِرارَهُ=غِراراً لِعَيْنَيْهِ وَشَفْرَتَهُ شُفْرَا# وقوله يشبه رق التوراة بزق الخمر عَجِبْتُ لِرَقٍّ ضُمِّنَ المَيْنَ بَعدَمَا=تَخَيَّرَهُ قَوْمٌ لِتَوْراتِهِم سِفْرَا# كَما وَسَقَ الرَّاحَ السَقاءُ وَرُبَّما=يُضَاهي مَزَاداً مِن مَشَارِبِهِم وُفْرَا# وهي اللزومية الحادية و التسعون في قافية الراء / عدد أبياتها23) (الطويل): الحياة سفر: الراء المفتوحة مع الفاء: ص653_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر . وننوه هنا إلى أن البيت الثاني هو القطعة رقم (59) من كتاب "زجر النابح" ص100 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: إذا نَفْرتْ نفسٌ عن الجسمِ لم تَعُدْ=إليهِ فأبْعِدْ بالذي فعلتْ نَفْرا# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في هذا البيت: حذف الجُمَل في القول يقع كثيراً ويجيء في القرآن وغيره من الحديث المأثور وكلام العرب. فيمكن أن ينطق بالجملة والمراد بالخبر قوم دون قوم أو زمان دون زمان أو أرض دون أرض. فلو قال قائل الناس يأكلون الجراد، لَعُلِم أنه لا يعني بذلك جميع الناس. واللفظ قد خرج على العموم. وكذلك إذا قال: الناس يطوفون بالكعبة فقد صدق، إلا أن الطواف إنما يفعله من يحج، وفي العالم رجال كثير لم يصلوا إلى ذلك. ويقول القائل: الأئمة تخطب على المنابر فيخرج اللفظ على العموم لكل الأزمنة، وإنما يُراد الجمعُ والأعياد وما تحدث فيه الخطابة كخسوف القمر وكسوف الشمس والاستسقاء. والمعنى: أن النفس إذا نفرت عن الجسم لم تعد إليه في الدنيا الزائلة فإذا أمرها الله سبحانه فإنها العائدة بلا ريب. فهذا من تعليق الأخبار بما يترك ذكره من الأزمنة والأمكنة. وقد يحتمل أن يجيء في الكلام: (إذا نفر الظبي من كناسه لم يَرجع إليه) يُراد به من يومه أو في ليلته، ولا يحكم بأنه [غير] (1)راجع إليه آخرالدهر. وكذلك قول القائل: لا أسكن في هذه الدار، إنما يُرجَع في ذلك إلى نيته، فيجوز أن يعني الأبد أو الشهر أو العام أو ماشاء الله من المدد (.هـ) هذا كلام الشيخ أبي العلاء.(4-آ). (1)كلمة (غير)لا وجود لها في النص، وسياق العبارة يقتضي اثباتها.


الى صفحة القصيدة »»