البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : الوغد يجعل ما انيل غنيمة


اللزومية الثامنة و الثمانون بعد الستمائة : وهي من لزومياته التي جرت عليه المطاعن على قوله فيها: شِيَعٌ أَجَلَّتْ يَوْمَ خُمٍّ فانْبَرتْ####أُخرى تُعَارِضُهَا بِيَومِ الغَارِ ويستوقفنا في رده على الطاعنين أن يوم الغار في البيت في "زجر النابح" مكانه (عيد الغار) ورد أبي العلاء فيه كمعظم ردوده مجرد لف ودوران وتهرب من الرد، كما سنرى في آخر هذه المقدمة. وفي رده قوله: (ومن الذي يجهل أن المتشيَّعة تجل يوم خُمّ وأن غيرهم قد عارضهم بعيد سماه بعيد الغار؟ وليس في هذا الكلام إزراء بإحدى الطائفتين). وهذا الكلام يعني أن البيت تعرض للتحريف في زمن قديم وأن الصواب ما ورد في "زجر النابح" (أُخرى تُعَارِضُهَا بِعِيْدِ الغَارِ) لأن الإمام الذهبي نقل ما فيه ترجيح هذه الرواية في العبر في حوادث سنة تسع وثمانين وثلاثمئة (وكان أبو العلاء في السادسة والعشرين من عمره ) قال: ( تمادت الرافضة في هذه الأعصر في غيِّهم، بعمل عاشوراء باللطم والعويل، وبنصب القباب والزينة، وشعار الأعياد يوم الغدير، فعمدت جاهلية السنة، وأحدثوا في مقابلة يوم عيد الغدير، يوم الغار، وجعوه بعد ثمانية أيام من يوم الغدير، وهو السادس والعشرون من ذي الحجة، وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، اختفيا حينئذ في الغار، وهذا جهل وغلط، فإن أيام الغار، إنما كانت بيقين، في شهر صفر، وفي أول ربيع الأول، وجعلوا بإزاء عاشوراء وبعده بثمانية أيام، يوم مصرع مصعب بن الزبير، وزاروا قبره يومئذ بمسكن، وبكوا عليه، ونظروه بالحسين، لكونه صبر وقاتل حتى قتل، ولأن أباه ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحواريّه وفارس الإسلام، كما أن أبا الحسين، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وفارس الإسلام، فنعوذ بالله من الهوى والفتن. ودامت السُّنّة على هذا الشِّعار القبيح مدّة عشر سنين). ومن نواد هذه اللزومية البيت: وَلِكُلِّ ما أَصبَحتَ تُدرِكُ حِسَّهُ =ضِدٌّ وَكِبرَةُ مَن تَرى كَصِغارِ# وهو تماما ما تقوله جدلية الديالكتيك في فلسفة هيغل واستوحى نديم عدي عنوانا للقصيدة من البيت الأخير: وهي اللزومية الثامنة بعد المائتين في قافية الراء / عدد أبياتها5) (الكامل): اصغرْ لتعظمَ الراء المكسورة مع الغين: ص794_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. ***** سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل بارك وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. وننوه هنا إلى أن البيتين (3،4) هما القطعة رقم (80) من كتاب "زجر النابح" ص158 لأبي العلاء وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: ولكل ما أصبحتَ تدرك حسّه=ضدّ وكِبرة من ترى كصغارِ# شِيَعٌ أجَلّت يومَ خُمِّ فانبرتْ=أخرى تُعارضها بعيد الغارِ# قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الثاني: ادّعى المموه أنّ هذا البيت استخفاف بالشيعة وغيرهم. أفما يعلم السامعون فسادَ هذا القول وأنَّ البيت مقصور على ذكر اختلاف العالم لا غير؟ فأي شيء تعلّق به حتى زعم أن ذلك من التهاون؟ ولو قال قائل: عيد المسلمين يوم الجمعة وعيد اليهود يوم السبت لم يكن علم ذلك يُرَدّ إلى غير الاختلاف. وكذلك البيت المتقدّم براء مما ادّعاه خالٍ من كل ما نُسب إليه، وإنما هو بيان للبيت قبله وهو: (ولكلّ ما أصبحت ...البيت). ومن الذي يجهل أن المتشيَّعة تجل يوم خُمّ وأن غيرهم قد عارضهم بعيد سماه بعيد الغار؟ وليس في هذا الكلام إزراء بإحدى الطائفتين. هذا كلام الشيخ. (177-آ).


الى صفحة القصيدة »»